الاثنين، 9 أبريل 2012

مِنْ لآجئ فِلسطيني إلي سُورِي ، رِسَالة ،،



ستكون الخيمة مزعجة في الليلة الأولى، ثم في السنة الأولى، بعد ذلك ستصير ودودةً كواحدٍ من العائلة، لكن حاذر أن تقع في حبها، كما فعلنا !
لا تبتهج إن رأيتهم يقيمون لكم مركزًا صحيًّا، أو مدرسةً ابتدائية، هذا خبرٌ غير سارّ أبدًا !
وإيّاك أن تتورط بمطالبات غبية مثل بناء بيوت بسيطة بدل الخيام، أو بخطوط مياه وكهرباء، ذلك يعني أنك بدأت تتعايش ، وهنا مَقتلُ اللاجئ، وهنا أيضًا مَقبرته !
 انتبه دائماً أن لا تترك غضبك في الخيمة حين تخرج، كُن غاضباً دائما، غضبك هو الذي سيجعلك حيّا، غضبك مَعدات بقائك، وإن استرحتَ يومًا فهذا يعني أنك لم تعد تلهثُ باتجاه "العودة" !
 ولا تُدرّب أولادك على الصبر، الصبر حيلة العاجز، وذريعة مَن تَخلّى، واللاجئ يموت إن لم ينظر خلفه مرّتين في اللحظة الواحدة.
 أنت لستَ ابن "هناك"، تَذَكّر هذا دائما، أنت لك "هنا" جميل ولا يُخان .. لا تنم ليلةً دون أن تُعدّد محاسنه لأطفالك، واقرأ عليهم كيف مات الناس، وكيف ذُبحوا على شاشات التلفزيون لأنهم لم يُصفّقوا للخِطاب، وقل لهم إنك تنام بين أشجارٍ غريبة، لأنك لم تشأ أن تُلدغَ من جُحر واحدٍ مَرّتين!
 سيبيعك الناس لبعضهم، تلك هواية السياسيين، وسيجيئك المتضامنون من كل البلاد، ستصير أنتَ شعارهم الانتخابي، ويتقربون بك إلى الله، وستزداد همّة الناس في تفقّدك في "رمضان"، وفي الأعياد والمناسبات الدينية!
 والبعض سيصوّر أطفالك منهكين وجائعين، لمجرد أن يحصل على مكافأة من رئيس التحرير، أو مدير المحطّة، وزوجتك النائمة الآن في الظلّ قد تكون موضوعًا لصورةٍ تفوز بجائزةٍ دولية!
 واسمعني، فأنا أفوقك خبرة بـ63 عامًا في هذه "المهنة": لا تلتقط الصور التذكارية مع سفراء النوايا الحسنة، ولا تشكو لهم حرارة الطقس، أو من الحصى في الخبز، وحاذر أن تطالب بخيمةٍ أفضل، ليس ثمة خيمة أفضل من خيمة، وقل لهم إن مشكلتك ليست عاطفية، ولن تحلّها زيارة "أنجلينا جولي."

سِيري بِبُطْءٍ ، يَا حَيَاةْ ، لِكَيْ أرَاكِ بِكَامِلْ النُقْصَانْ حَوّلِي ،،
كَمّ نَسِيتُكِ فِي خَضْمّك بَاحثاً عنّي وَ عَنْكِ ،،
وَ كُلّمَا أدرَكتُ سِرّاً مِنكِ قُلتُ بِقَسوةٍ : مَا أجهَلكْ !
قلْ للغيابِ : نَقصْتَنِي وَ أنَا جِئتُ لأكمِلَكْ ،،

إمْـضِ ،،




فَإحْمِلِي أَقْدَارَكِ فَوقَ كَتِفَيكِ يَا صَدِيقَتِي ،،
وَ إمْضِ فِي الحَيَاةِ صَابِرةً آمِلَةً أبَدَاً فِي رَحمَةُ الله التِي تَسِعْ كُلّ شَيء ،،
فَلَستِ وَحدَكِ فِي هُمُومُكِ ،،
وَلا الدُنيَا تَستَهدِفُكِ أنتِ بِالذَاتْ بِهذه الضَرِيبَة ،،

السبت، 7 أبريل 2012

أنَا وَ أنَا ،،


تَعلمتُ أنّ أرقُصَ بِلا أقدامْ ،،
عَلّى وَقعِ سِمفُونِيّة نَاقِصَة ،،
أوّ عَلّى إِيقَاعِ جُنونِ الحُزنْ ،،
تَعَلمتُ انّ أهذِيّ بِكِ بَينَ أركَانِ صَحوتِي وَ حُلُمِي ،،
وَ أجمعُ كُلِ دَمعَة ذُرفتْ لأجلُكِ وَ أصّنَعُ مِنهَا خُيوطٍ حَريرِية ،،
ألفها حَوّلَ رَأسِي أوّ أشُدّهَا حَوّلَ خَاصِرة إحتِمَالِي ،،
وَ أرقُصُ صَبرّاً ،،
لَيتكِ ترينِي كَيفَ أصبَحتُ أحترفُ الوِحدَةَ ،،
وَ أُقِيمُ بِغُربَتِي وَطَنٌ بكِ ،
كيفَ أصبَحتُ اُمَارِسُ فَصلَ الضَيّاعِ باحتِرافْ العَاقِلينْ ،،
تَنشقُ ذَاكِرتِي عَنّي ،،
نُصبِحَ أنّا وَ أنَا ،،
 نَتَحَدَثُ عَنّ حُبِنَآ ،،
ليتكِ تريّنِي  ،، 
كيف أصبحتُ حَجَراً يَنْكَسِرُ عَليّهِ كُلُ مَنْ أُحِبْ !

الجمعة، 6 أبريل 2012

فِي بُعدُكِ ،،


أنا خَلف الماضيْ ،،
وَ بعدَ المُستَقبَل برَقم لآ يَقبَل وَلآ يَستَقبل ،،
ببسآطَة أنآ ظَرف لآ مَحَلَّ لَهُ مِنَ الحَياة ،،

الخميس، 5 أبريل 2012

سَأُغنِي !


سَأُغَنِي ،،
لَو تَاهَ الدَمعُ بِأجفَانِي ،،
أوّ زَادَ جُرحِي وَ ألامِي ،،
أو صِرّتُ وَحِيداً فِي دَربِي ،،
وَ غدوتُ حَزيناً بِلا فرحٍ ..
سَأكتبُ وَ أكتبُ ،،
حَتّي لَو ذَابتْ أورَاقِي ،،
سَأنحتُ رِوايتِي عَلى الصُخورْ ،،
وَ سَأروي قِصتِي لِزَبدِ البُحور ،،
حَتّي لُو بُحَ صَوتِي ،،
سَأردِدُ و أردِدُ غِنَائِي ،،
وَ أعزِفُ آهَاتي وَ ألحَاني ،،
لِكي تُشفِيّ مَعها الألام ،،
وَ أُخَفِفُ بِيديّ الأشجَانْ ،،
وَ سَأبقى أُغنّي ،،
إلى أنْ تُمحَى جَميعُ الأحزَانْ ،،