السبت، 24 سبتمبر 2011


الاعَتِــــذَارِ لِيَــــسَ دُوْمَــــا مَعْنَــــاه? انّـــكُ عَلٌّـــيُ خَطِــــأَ او? الْاخُــــرُ عَلٌّـــيٍ صَــــوَابْ ,, وَلَكَـــنُ مَعَـــنَاهٍ انّـــكُ تَقِـــدُرّ عَــــلَاقَتْكَ بِالشخَــــصَ الْاخُـــــرَ اكْثَــــرَ مَـــنَ ذَاتِــــكُ

الخميس، 22 سبتمبر 2011

أصدِقَآئُك حَيآتكْ !



 إخترْ رفقة تسمعُ حكايآتهمْ للمرّة الألفْ ولآ تتذمرْ ..
 إختْر رفقةً لآ تهجركَ بعدَ سنوآتْ
 رفقةً دافئةْ تعايرهآ بالشيبْ , وتعآيرك بتجآعيد الزمآن
 إخترْ رفقةً توقظكَ فيْ الثاآلثة فجراً
لتلبّيْ نداءَ الرحمنْ وتثرثرُ معكَ طولَ الليلْ
 تستقبلُ رسائلكَ الصبآحية ,
وهمومكَ المسائيةْ بصدرٍ رحبْ ..
 إخترْ رفقةً يفرحونَ لِفرحك
ويحزنونَ لحزنكَ ويردّون غيبتك
ويسترونَ عيبكَ بلآ خوفٍ منْ أنكَ ستمضيْ وحيد
إخترْ منْ سيشيخونَ معكَ
ومنْ سيجلسونَ فيْ عزائكَ
وأهمّهم / من سيرآفقونكَ إلىْ الجنّة ♥ ! —

عشرون عَاماً و يوم !

عشرون عآماً

كـآنت البدآية في مثل اليوم السابق لهذآ ، بدأت حيث الوِلادة ، فبدأت الحيآة بالصُراخ ، و تَطلبت الحنآن ، و كآن الهَم الأكبر مَتى أَكْبُرْ ،،
ففي السَنة الأولى ، بدأ نور الحيآة يَظهر في عيوني ، فإستمتعت بِهآ في الثآنية ، و بدأت أنطقهآ في الثآلثة ، و فيمآ ذكر حدث ولا حَرج ،
كُنت بحجم أسبق لِسني ، ممتلأ الوجنتين ، شبيه " يونس شلبي " و لَكنْ جميل : )
و لكن المشَاكسة كآنت لهآ الدور الأكبر ، كَانت الذكرياآت مليئة بأحداث نآئية عن المُخيلة الصغيرة ، أذكر مِنهآ ،
مُحاولة فك السيارة ، لأعرف كيف تمشي و ليس لهآ قدمين ،
في الرابعة كان الإنتقال للإرتكاز ، بدأت أثرثر بالكِلام ، و كُل ما سُمعَ يُعاد ، كأنني ببغآءٌ أحمق ،،
في الخَامسة بدأت خآرطتي تَكبُر ، عَندمآ إلتحقت بالتَهميدي ، و لكن المُشاكسة لم يَكُن لَهآ حُدود ، في أبعآد الإكتشافات ، للشوارع الجديدة ،
و مُحاولة الذهآب من طريق و الرُجوع من آخر ، و لم تَبدأ الدراسة ، حيث بدأ الهَرب ، فَلم أذكر أني أكَملتُ يوماً واحداً بأكمله في الرَوضة ، و لكن ما بآتت الحيلة ، حتى عُرفتْ ، بإنذآر إلي أوليآء الأمور أن إبنكم المذكور في قآئمة القُصور : )
في السَادسة بدأت أشُق طريقي بالذهآب إلي المَدرسة ، في الأول الإبتدآئي ، كآنت ذكرياته لا تنتهي ، ما بين هروب و دراسة ،
أذكر إنغمآري بالدهشة و الفَرحة ، عندمآ أقوم بالكتآبة ، فأجد المُعلم يختم لِي ب " ممتآز يا بطل " و أنتظر سآعة العودة إلي البيت ،
حتي أُريهآ لوالديّ لأحظى بزيادة بالمصروف ، أو إكرامية بسيطة تملأ حيآتي فَرحةً ،،
و بَعدهآ في أعوامي الإبتدائية ، كان كُل يومٍ جديد ، أتعرف عَلى الكَثير ، إنتفاضُة الأقصى ، و اليَهود ، و كنتُ اتسآئل ، من هُم
و مَاذا يُريدون ، و كيف يأتون و يَقتلون ، و كان الحِكايات مُتعددة في وقتِهآ ،
و لَم أكُن في وقتِهآ مُدركاً لأي شئ ، إنتفاضة ، حرب ، صدام حسين ، العِراق و بغدآد ،
هيّ فقط ما أذكرهآ في ذلك الحين ، في مُنتصف الألفية الثانية و الثَلاثة ، عِندمآ كُنت أُبهج لأرى ، محمد سعيد الصَحآف العِراقي ،
و لكن كُنت أحتاج لِمُترجم لِبعض كلمآته ، و لكن ثورة الغَضب كآنت تخطِب العَقل و تُغنيه عَن التَحليل ،
و لكن لم تلبث الفرحة في أولهآ ، حتىّ سقطت بغداد ، و هَذا ما أدركته و كُنت واعياً عَليه ،
و كَانت هذه الحَادثة الثانية ، فقبلهآ كانت الإنتفاضة في الألفية الثانية و الوآحدْ ، عَندمآ عرفت بِهآ بإستشهآد إبن عَمتي ، في مركز المُقاطعة في رآم الله ،
و كيف كآنت الأجواء مُمتلئة بالحُزن ، و لكن كنت أُردد أغنية ، أُنآديكم أشُد عَلى أياديكم ،،
و كآنت في أواخر الإبتدائية في عَامي الثآني عشر ، أول معرفتي بعآلم الإنترنت ،،
حيث كُنت أتمني أن أجلس علي مِقعد الحَاسوب ليكون عِندي بريد إلكتروني ، و أحآكي النآس مِنه ، و لكن كآنت صعبةً عليّ ، فكآنت وقتي مَقضياً بمتابعة النُكت ، و مُشاهدة المُنتديآت ،
حتى إستطعت الحُصول عَلى البريد الإلكتروني و كآن يومهآ أشبه بالزفاف ، حيث جلست طويلاً أمام شاشة الحآسب ، و انشأت إجتماعيات كثيرة و عشوائية ،
و كنتُ فرحاً جداً ..

في مَرحلة الإعدادية بدأت مرحلة التَحول إلي سن الشبوبية ، فالكل يحآول إثبات ذاته ، و مَن الأقوى ، و من الأجمل ، و من الأكمل ، و من الأمثل ،،
و لكنهآ كانت سنين مليئة بالمعرفة الجديدة ، و الصداقات ، و بِمعنى آخر ، كانت بداية الصيآعة : )
حتي إبتدأت الثانوية و مآ خُفي مِنهآ كآن أعظم ، كان من أجمل سنين حَياتي ، حيث أجمعت مآ بين معرفتي بالحآسب الشاملة ، و ممارسة هِوايتي بالرسم ، و مِن قراءة كُتب الشِعر و مُحاولة التقليد و لكن بِصورةٍ أخُرى مُغايرة ،
و هذه الفترة لحظت بروزاً كبيراً على صعيد شخصيتي ، بدأت أتعامل كَالكِبار ، و الكُل يُعاملني على أني كَبير ، فَكان كُل شئ بِحساب ،
حتى إبتدأت عَاميّ الأخير بالمدرسة ، في سبتمبر ألفين و ثمانية ، حيث إبتدأ عآم و لم يَكنُ مبتدئاً ، من إضرابات مُدرسين ، و تعليقات للدراسة ، و زوال للوقت حيث كُنا نحسبهآ مثلهآ مثل أي سَنة ، لا يَهم ، و كذلك أفضل ،
و قد كُنا نشارك بِكُل حماس في المسيرات الهاتفة ، نحن قمحُ رُحاكم ، اذكرهآ للآن ، باللافتات الصفرآء ، و قد قُمِعنآ من الجذور ،
و لم يستجب أحد ..
فبدأنا العآم مُتأخراً بدون بِهجةٍ ، بدون تَعآرف ، و قد فَوتنآ الكثير ، فإستمر التعليم الكئيب ، بمُعلمين أعتقد انهم لا يفقهونْ شيئاً في التعليم ، إلا من رَحمَ ربي ، و الإتجاه الآخر ، هوآ إحتكآر الدروس الخصوصية للمُدرسين المُضربين عَن التعليم ، و هكـذا مرات ، إلى أن جئنا إلي أيام قليلة ننتظر فيهآ سنة جديدة ،
ننتظر أن تكون الأفضل ، و الأزهر ، و الأجمل ، و لكن في طليعة السابع و العشرون ديسمبر ألفين و ثمانية ، كنا بصدد تقديم إمتحان نِصفي ، لمادة الأحياء ،
مَا إن بدأنا ، إلا و قد عَم الدمآر فِي كُلِ مَكان ، عُدنا بِسرعة البَرق إلي البيت ، لنستمع إلي المذيآع ، هنآ قصف ، و هُنا شهدآء ، و هناك دَمار ،
كأن الشئ كآن مَهولاً ، لا وقت لديّ  ، لا كهرباء ، لا مآء ، خوف و حِصآر ، و ضوء شموع ، و كآن كُل يومٍ كأنه الأخير ،
ننتظر بفارغ الصبر ، وقت الهُدنة لكي نُأمن حاجياتنآ ، و بالليل كأنه حَفلٌ قد طآل وقته من إطلاق الألعاب النآرية ، و لكن الفرق كآن مُدمر !
و إنتهت الحَربُ بِسـلام ، و عُدنآ كَما كُنا ، لَكن إضافة لوجود الدمآر بالبيوت ، الإصابات ، و الشُهدآء ، كانت أياماً عصيبة ، و مضت الشهور القليلة الباقية ، حتى وقفنا عند إختبارات الثانوية العآمة ،
كنا نقدم إجاباتنآ ، شيئاً من الصعُوبة و شيئاً من السهولة و لم يكن يَمضي يومٌ واحدٌ بدون إحتجاج عَلى الإمتحانات ، و عدم تقدير الواقع في غـزة !
توكلنا على الله و تأملنا خيراً و إنتهينآ ، و كأنهآ صخرةٌ و أُزيحت ،
و بعدهآ لنتفاجئ بالنتائج ، الغريبة العجيبة ، و كأن السحر إنقلب عَلى السآحر ، أم أنها حَكمة الله ، و لكنهآ خيراً و لبثت في مكآني ،
لأجد نَفسي في تخصص لم أعهد أبداً نُطقه عَلى لِساني ،
و لكن هذه هي ، كانت تُردد على لسآني ، فليُأتني الله لِما فيه الخير ،
و ذهبت صبيحة أول يومٍ دراسي إلي الجامعات ، و بدأت دراستي ، لأستقر في تخصص الهندسة بجآمعة فلسطين ، لا أعلم لماذا ، و كيف ، و لكنهآ حدث كذلك ،
و بدون وعيّ مُسبق ، في تخصص الهندسة المَدنية ، مع ان الجميع كآن يعلم أن مهند يُقابِله شئ إلكتروني أو برمَجيّ ، و إذا لم يكن كذلك فهي  شئ من الرسومات التي عَشقهآ ،
فلم تكن لا هذا ولا هذا ، شئ أشبه بالولادة مِن جديد ، عِلمٌ ليس به عِلمٌ مِن قبل ،

أفكآرٌ كثير و إختيآرٌ واحِد ،
متسارعون ، حَمقى ، نجهل كُل شئ ، كأننا لا نَعرف من الدين شئ و قد طمئننا الله ، بإلغاء رصد الاحتمالات الكثيرةَ، لئلا أُفكرَ أنني أصبت التاسعةَ عشرَ دونَ حولٍ مني ولا قوة.

و فِي السنة الأخيرة ، بدأت الأحداث مُتشابهة بالتي قبلهآ ، لكن تعودت عَليهآ ، لعل الله يخيرني لخير يريده لي ،
و إلى الآن من هذآ العآم ، أكتب هذه الكلمات المُوجزة القليلة ، نقطة في بحر الأحداث الحيآتية ، و أنا أكتب هُنآ عشية عشريني و يوم !
و كأنني وُلدتُ اليوم ،