الاثنين، 16 نوفمبر 2009


قدري
أحيا لأناضل
فأعيش الفكر أعيش القيد
أعيش الموج المتلاطم
قدري
أبقى وأقاتل
وأحْطمَ جدران القهرِ
المدفون بعمر الكونْ
قدري
أن أحيا وأقاوم
وأحطم جدران الغضب المكنوز بذاتي
وأحطم كل الجدران
وأرفض حتى الموت شجاعا
تحت البرد وتحت الحر
سجيناً
داخل جدران الخزان
عشقت الحقل
فكنت البيدر والفلاح
عشقت القمح
فكنت المنجل والمحراث
وتهشم قلبي فس ساح الأقصى
فغدا ... دوحاً وعنادل ...
ودمي المنداح غدا طرقات
وبهذا كنت مناضل
عشقت الصحراء ليالٍ
والليل عذاب وخيام
واصلت الدربَ
أشق الليلَ
لأنسج من لحن عذابي
شكل البسمة للأطفال
أعرف أن السجن عذاب
لكن ما كان خسارة
أعرف أن السجن قيود
لكن ما حنيت هامة
أعرف ما كان بساط ورود
وخياري أضحى بإرادة
أعرف أن حياة السجنِ
سكب الغازِ
ونزف الدمعِ
وذرف الآهْ
أعرف ما لا تعرف عن
أطفالي المحرومين أباهم
والمحرومين البسمةَ كالأطفال
أتنغص في أيام العيد
أعيش البدر بذاتي ليلَ السجن يداعبني الوجدانْ
أسبح في بحر فؤادي
فأنا إنسانْ
صورة أطفالي
أمواجاً تبدو وأعاصيرْ
الموج يلاطمني وأنا قاربْ
يحملني الموج ُيداعبني ويلاطمني
أتساءلُ هل يزهو الطير بغير جناحْ
دوّامة أشباحٍ تزحف نحوي
وغدي ..
لا أعرف غير المجهول
من يطعم أزغاباٍ تنمو وأنا في السجن
من يطعمهم
إن ودعت القيد بدمعي لأقبلهم
وأنا أحيا كمناضل
لكني أعشق أقداري
وأُقبلها
ما دمت مناضل
هل حقا أختار حياتي
أم قدرٌ أعمى يحكمني
هل حقا أعشق زنزانة
والزنزانة تعشقني
هل لا أدري فعلاً أم أدري ؟؟!!
فعلاً أدري .. أدري .. أدري
لن أشتاق حياة الآهِ
ولا أبكي جسدي المصلوب بزنزانة
لن أرتد المقصلة المنصوبة في المجهول أمامي
لكنْ .. حقي أتساءل
فأنا إنسانْ
ما جرم الأطفالِ لأنجبهم
ليعيشوا البؤسَ
وذرف الدمعِ
زليل المنسيينْ
أطفالي ما اقترفوا جرماً
حتى يصدر حكم الغابْ
بالأشعارِ أنا أحيا
لكن هل يحيى الأطفال ؟؟!!
سأبيع فلافلْ ..
وألف البيع بمائدة الأشعارْ
هل ينفع أطفالي أني شاعرْ
أم ينفعهم أني في السجن تردَّدُ أشعاري
لكني الإعصارُ
أهزُّ الكونَ
وأحْطِمُ فكَّ الليلِ
وأُردي مخلبَ غابِ الكونِ قتيلاً
سأظل الإعصارَ وزادي
يافطةُ السجن تزينني
وأنا بياعُ فلافلْ

الخميس، 12 نوفمبر 2009

تحسبُني أحدَ فسآتينها !


أنآ لستُ أحد فساتينهآ ،
مآ ظنكم بفتاهٍ تحسبني أحدَ فساتينهآ ،
جاهلةٌ هي لا تعرف زرعَ بساتينهآ ،
تراني حينًا أناسبها أُظهر لها المفاتن ،
وأحيانآ ثوب حِداد أقلبُ لها الموازن ،
مُزوبعهٍ لا تعرفُ لها حآل ،
رغم أنها أيه في الجمآل ،
لكني لستُ فستان تخلعه ،
وترتديه ،
فليُحرق قلبي وعقلي وأفكآري ،
إن كانت هي هذا ما تعنيه ،
هي امرأة ككل النسـآء ،
إتخذوا الكذبَ دينًا ،
قادهُنّ في الإفترآء ،
من الحُسن ذئـآب ،
إن في النساءِ مكرٌ أيهـآ الألبـآب ،
لآ و لن أكون لها فستـآن ،
إن لم تخرج هيّ ،
فسوف اخرج أنا من هذا الزمان ،
لرُبمآ إلي الجِنـآن ..!

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

في النِصف الذي لمْ يكتمل بعد !


إستيقظتُ مُبكرًا ،
و أَيقظتُ جسدي المسكينْ ،
ألقيتُ عليه تحية الصباح ،
فردها ببسمةٍ تُنآدي بالصبر ،
و ترتجي الأمل ،
جلست مَعَهُ لنتناول شيئًا من الطعام ،
ثم ،
بدأنا أنا وجسدي نتصفحْ صندوقَ الرسائل ،
عُنوانْ إحدى الرسائل جلبَ إنتباهي ،
فقررت أن تكونَ هذه الرسالة هي من أقرئها أولاً
و في لحظة إرتبآك ،
تبعثرت أوراق الرساله ،
وتناثرت وكأنها أوراق زهرةٍ ،
زهرةٍ تحملُ كل الألوان ،
و كلِ ورقةٍ تحمل عطرًا ،
و كلِ عطرٍ يحملُ سلامْ ،
لملمتُ أوراقها فشممت منهآ ،
عطرآ ملائكيًا عذبآ ،
و كُل حرف يباركُهُ الرحمن ،
وجدتُ خلفْ تلك الحروف ،
إنسانةً بمعنى حروف الإنسانْ ،
تحملُ فِكرًا , خُلقًا و وِجدانْ ،
إنسانةٌ إختصرتْ في طيبها كُلَ الأزمان ،
أيّ انسانةٍ تلك ،
كانت حروفها بلسمًا لجراحاتي ،
تُرى هل أنا في صحوتي ،
أم أصابني الهذيآن ،
أيّ إنسانةٍ تلك ،
تشتآق لحرفي ،
وتسئل عن ظرفي ،
أيّ قلبٍ تحمل ،
و أيّ نقاءٍ تملُك ،
مآ شكلُها !
مآ لونها !
طويلة !
قصيره !
و هل ..؟
و أين ..؟
راح خيالي يتفنن في رسمها ،
و يزينها باجمل الحُليّ ،
و أشتاق لها ،
و هُنا نَطَقْ قلبي قائلاً ،
أن ،
أجمل و أعظمَ النساءِ ،
إمرأةً تمتلك قلبًا طيبًا ،
و تعشقُ بوفاء ،
فهل ستكون في حقيقتهآ هكذا !
أم ، سيظلُ العِشق للعاشقينَ بلاءًا
مما نزفتْ جرآحي !

بينَ آنا و آنا !


كُنتُ عائدًا لتويّ ،
مِن رِحلةٍ قررت عدم إكمآلِها ،
رحلةُ رَسَمتها ليّ الحياة ،
و ربمآ القدر ،
وربمآ طيبتي ،
رحلةٌ أثقلت كاهلي ،
و أتعبت كياني ،
رحلةٌ أوقدت كُل أحزاني ،
رحلةُ كنتُ فيهآ أوفى سجين ،
لِسجاني !
عُدتُ إلى حيثُ كنتْ ،
ألقيتُ بِجسدي على سريري ،
كآن التعبُ يتجلى واضحًا على هآمتي ،
حيثُ الحزن قد إحتلَ كُل جسدي ،
و طعنآتِ الغدرِ كأنها أكفاني ،
أحمِلُها على راحة يدي ،
هذا ما جنيت من وفآئي ،
لكني أتلذذُ بشعورٍ جميلٍ ،
فحُزني كآن ممزوجًا بفَرَحْ ،
نعم فرح !
ربمآ تظنون أنني أهذي ،
و ربمآ جُن هذا الشآب ،
لا .. لا لم أهذي ،
لكِنْ فَرحي يكمُنْ ،
في تحرُري مِن براثن الطاغية ،
طاغية الحُب الأعمى ،
تحررت من إقامتي الجبرية ،
في مملكةٍ يَحُكمها عشرات الملوك ،
و ربمآ أكثر ،
لذا قررت ان اترك تلك المليكة المزيفة ،
ومِلكتُها الرعنآء ،
رُبمآ لأني غُششت في عسلهآ ،
ثم دَنْوتُ من جسدي ،
أتمعنُ في جراحهِ وهو في غيبوبة نوم عميق ،
و قُلت هل الزمآن كفيلٌ بشفاءِ تِلكْ الجروح !
لآ اعلم ،
صِرتُ أتحدثُ مع نفسي ،
و دُموعي تُمطرُ وجنتي ،
وحصادي آهااآت ،
فيالمِحنتي ،
إحتضنتُ جسدي وغفوتُ معه !